ابو تركية والشعب الفرنسي

خلال زيارتي الحالية لفرنسا شاهدت غزوا لا حدود له من اللاعبين العرب من شمال أفريقيا لمعظم أندية الدوري الفرنسي المختلفة. وتعجبت من غياب اللاعبين المصريين عن هذه البطولة القوية التي تضم فرقاً من أعرق الفرق وأقواها في القارة القديمة.

ومن خلال محاولات لكشف الأسرار وراء هذا الغياب "الغريب" للمصريين عن الدوري الفرنسي.. تيقنت تماماً أن اللغة تعتبر أحد أهم العوامل التي تساعد اللاعبين المحترفين علي التأقلم مع الأوضاع في فرنسا والاحتراف بوجه عام خاصة أن معظم اللاعبين المصريين لا يمتلكون سلاح اللغة الذي يجيد فنونه نجوم الجزائر وتونس والمغرب والأفارقة.
وتذكرت أن ذلك ربما يكون السبب الرئيسي وراء فشل حسني عبدربه في رحلة احترافه السريعة في فريق استراسبورج الفرنسي والذي كان برفقته أحمد أبومسلم الذي عاد إلي الإسماعيلي مع بداية الموسم الحالي. ومن قبلهم أحمد سمير فرج الذي احتراف أيضا لفترة قصيرة في سوشو.

وعلي العكس تماما يبدو الأمر مختلفا بالنسبة للاعبين العرب من شمال افريقيا أو أولئك الافارقة الذين يحترفون في الدوري الفرنسي علي اعتبار أن غالبية القارة الافريقية تتحدث الفرنسية بطلاقة خاصة غرب القارة. لذلك دائماً ما يكون التوهج والتألق من خلال الدوري الفرنسي في البداية. ومن ثم ينتقل اللاعبون الي دوريات أخري بحثا عن مجد جديد.
وفي بطولة الأمم الافريقية الاخيرة بغانا كانت الاندية الفرنسية الخاسر الاكبر خلال فعاليات تلك البطولة بعدما فقدت 57 لاعباً من أنديتها ينتمون إلي أندية فرنسية. ووضح انجذاب الافارقة كثيرا للدوري الفرنسي ثم بعدها الدوري الانجليزي الذي افتقدت فيه الاندية لجهود 42 لاعباً ثم ألمانيا 16 لاعبا. والبرتغال 13 لاعبا وسويسرا عشرة لاعبين. وأسبانيا تسعة لاعبين.

ومن خلال اقترابي من بعض الاندية الكروية بباريس لاحظت اهتماما غير عادي من هذه الاندية وحرصها علي تربية النشء الصغير علي مباديء ومفاهيم الاحتراف في عالم الساحرة المستديرة وهو الأمر الذي يحتاج الي الاستعانة بهذا الفكر الجميل لوضع خطط ترسم مستقبل الناشئين في مصر.

وتقوم معظم الاندية الفرنسية بالاستعانة بالعديد من الكشافين المحترفين لمتابعة معظم المواهب في مختلف الدوريات الفرنسية لتكوين صف ثاني للفريق يمكن الاستعانة به في وقت الازمات والاصابات التي قد تطارد بعض النجوم في التشكيلة الأساسية.

واحتل الدوري الفرنسي المركز الرابع ضمن أقوي الدوريات الأوروبية في العامين الماضيين متفوقا علي نظيره الالماني الذي حل خامسا وتلاه الدوري الروسي في المركز السادس. وجاء الانجليزي في الصدارة ثم الاسباني في المركز الثاني ثم ايطاليا في الثالث.

الشعب الفرنسي لا يعرف كثيرا عن منتخب مصر لكنه يتذكر أن الفراعنة نجحوا في الفوز علي ايطاليا في بطولة كأس القارات الأخيرة التي اقيمت في جنوب افريقيا وفزنا فيها علي الازوري بهدف محمد حمص خاصة أن إيطاليا شاركت في تلك البطولة بوصفها بطلا للعالم حينما تغلبت علي فرنسا بضربات الجزاء في نهائي 2006 الذي شهد طرد زين الدين اسطورة الكرة الفرنسية الحديثة.

الجاليات العربية وخاصة الجزائريين الذين يشكلون الغالبية العظمي من الجالية العربية في فرنسا لا حديث لهم سوي عن مباراة مصر ورواندا بكيجالي يوم 5 سبتمبر المقبل. ومباراة الجزائر وزامبيا التي تقام في اليوم التالي مباشرة 6 سبتمبر.

ثقة لا محدودة تنتاب الجزائريين بالصعود للمونديال. وربما يكون ذلك لموقفهم القوي حيث يمتلكون 7 نقاط وسيخوضون مباراتين علي أرضهم ووسط جماهيرهم بينما نحن سنلعب بالخارج أمام رواندا ثم زامبيا.

ورغم أننا نشعر بالقلق علي منتخبنا في مبارياته الثلاث القادمة في التصفيات الافريقية المؤهلة لمونديال 2010 الا اننا اظهرنا الكثير من الثقة خاصة خلال احاديثنا مع الاخوة الجزائريين هنا في فرنسا وأظهرنا قدرة في الحديث عن فرصة منتخبنا في الصعود للمونديال. ولكن علينا في البداية تخطي رواندا والاحتفاظ بالأمل.